جلست على مكتبي صامتا وعن يميني مصباح صدأ الجوانب يرتعش ضوئه ارتعاشة المحتضر أمسكت
قلمي بين اناملي وأمليت الى دواخل نفسي ببغية كتابة شيء متميز فأستغرقت في التفكير ما سأكتب ؟
عن ماذا سأكتب؟
بقدر الحاحي على الكتابة بقدر تمرد الافكار واعلانها العصيان والتمرد فغرقت برهة في التأمل فوجدت
نفسي استرجع ذكريات قديمة كساها التراب وأخرى اعيشها قريبة وانظر نفسي في المستقبل كل شيء
متوفر لي واملك كل شيء ، فطافت في تأملي بنت حسناء شقراء غانية قمة في الحسن والجمال والدلال
والكمال فتاقت روحي لها وتجاذبنا الحديث وكانت تتحدث دون ان تجعلني انظر الى مفاتن وجهها وتبتعد بعد
كل كلمة وأتبعها ثم سارعت الخطى نحوها لكن لم اصل اليها حتى ارتفعت وحلقت بعيدا عني دون ان
امسك بطرفها او تلابيب ملابسها فانتبهت بسرعة من تأملي لادون ما رأيت فصعقت حين وجدت قلمي
الذي اخذته قد فر من اصابعي فضاقت نفسي وقمت بخطى بالغة الثقل ضغطت على زر المصباح فانطفى
وليتهم الظلام المكان ولم يبقى فيه سوى نحيب ورقة عذراء بثوبها الابيض تبكي فرار عريسها ليلة زفافه
فعرفع ان البنت الحسناء الهاربة مني كلما اتبعها انما بنات افكار ي التي استعصت علي والتي جعلت القلم
يفر مني ويجعل العذراء البيضاء تنتحب ليلة عمرها.
ونمت دون ان اتذكر التميز الذي كنت ابحث عنه .